للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موجوداً في غير القرآن لم يصح أبداً أن يكون وجهاً من وجوه إعجازه، فالإعجاز قائم على تفرد القرآن وخصوصيته دون أدنى شركة أو ملابسة.

المبحث الرابع عشر اشتمال القرآن الكريم على الفصاحة وحدها

ويقول الزرقاني أيضاً: (وبعضهم جعل وجه الإعجاز في القرآن هو الفصاحة وحدها، وذلك غير سديد أيضاً؛ لأن مجرد الفصاحة دون مراعاة لمقتضى الحال أمر لا يخرج بالكلام عن المعهود في مقدور البشر فكثيراً ما يكون الكلام البشري فصيحاً، لكن تعوزه الخصائص والنكات الزائدة التي هي مناط بلاغته في أقل درجاته فضلاً عن إعجازه) (١).

قلت: وما ذكره الزرقاني -رحمه الله تعالى- حق، فإن هذه الأمور كلها موجودة في كلام البشر، وما كان شأنه كذلك، فإننا نجزم بعدم صحة كونه وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم.

ونحن نعلم أن من شرط الإعجاز عدم قدرة المعجَزين عن الإتيان بالمثل، فوجود المثل -ولا شك- خرق للإعجاز.


(١) الزرقاني، مناهل العرفان، ج ٢، ص ٤١٣ - ٤١٤.

<<  <   >  >>