سأذكر -بحول الله وقوته- في هذا الفصل أشهر وجوه الإعجاز، وكنت أود أن آتي على جميع وجوه إعجاز القرآن الكريم التي ذكرها العلماء وحللوها ونقدوها وميزوا بين ما يصح منها أن يكون وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم وما لا يصح، ولكني آثرت الاختصار والإيجاز، ففيما ذكرته -بإذن الله- غُنية عما لم أذكره؛ حيث إنني دللت بالمذكور على المتروك، دلالة المثال على مثيله، ودلالة النظير على نظيره.
ومن خلال استطلاعي لمناهج العلماء في عرضهم لوجوه الإعجاز -التي ذكرت- على أنها كذلك، وجدت أموراً مشتركة وأسباباً متحدة في رد كثير من وجوه الإعجاز أو قبولها أو نقد بعض مفرداتها؛ فعمدت أن أسردها مفصلة في البداية، ثم حاولت أن أجمع بين ما تشابه من الوجوه مع غيره في سبب رده ونقده، على طريقة الباحثين في علم النظائر والقرائن، وجعلت ذلك ذكراً فقط، ففي الشرح المتقدم مجال أرحب وأوسع لمن أراد الاستزادة والاستفصال.