للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السابع الآيات التي ذكر العلماء أن فيها عتاباً للنبي

ذكر الزرقاني هذا الوجه، ومثّل عليه بأمثلة كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١)[عبس: ١ - ١١].

ووجه هذا النوع من الإعجاز أن الرسول كان يجتهد في بعض الأمور التي لم يكن قد نزل فيها قرآن، فينزل القرآن الكريم مبيناً لرسول الله الأَوْلى الذي سيكون عليه التشريع، (ولا ريب أن العقل المنصف يحكم جازماً بأن هذا القرآن كلام الله وحده، ولو كان كلام محمد ما سجل على نفسه هذه الأخطاء وهذا العتاب يتلوهما الناس، بل ويتقربون إلى الله بتلاوتهما حتى يوم المآب) (١).

وما ذكره الزرقاني من حكم العقل على المصدرية حق وصواب؛ إلا أن هذا الحق ينطبق عليه من الاعتراضات ما ينطبق على غيره من الوجوه السابقة، فإن آيات العتاب قليلة في كتاب الله تعالى، ولا تنتظم آيات القرآن الكريم كلها، وعليه فإن القول في هذا الوجه هو القول نفسه فيما تقدم من وجوه لم تنتظم آيات القرآن الكريم كلها.


(١) الزرقاني، مناهل العرفان، ج ٢، ص ٣٨٩.

<<  <   >  >>