امتدت حركة التأليف في الإعجاز العددي وتنوعت بحسب المرحلة الزمنية فكانت على النحو الآتي:
المرحلة الأولى: الكلام على مفردات الإعجاز العددي في كتب التفسير وعلوم القرآن عموماً وكتب إعجاز القرآن الكريم.
وأنوّه هنا؛ إلى أن أقل كتب (التراث الإسلامي) عناية بالإعجاز العددي وذكراً له هي الكتب الخاصة بالإعجاز، وليس السبب في ذلك الجهل بالإعجاز العددي، كما يدعي بعض المعاصرين من أن الإعجاز العددي هو إنتاج عصري حديث لا علاقة للأقدمين به. ولكن السبب أن المتقدمين كانوا أغزر علماً، وأكثر تحقيقاً، وأشد تعظيماً لكتاب الله تعالى. كما أن التحدي بالإعجاز العددي لا يماثل التحدي ببلاغة القرآن وبيانه ونظمه ولا بإخباره عن المغيبات، بل ولا يقاربه، ولذلك أعرضوا عنه ولم يولوه عنايتهم.
وأدلل على ذلك أن كتب القدامى قد امتلأت وعنيت أشد العناية بتعداد كل ما في القرآن الكريم من علوم تتعلق بالعد والعدد، ومما هو موجود في كتبهم مما له تعلق بالأعداد:
١) عدد سور القرآن الكريم، ولا يخفى على المتخصصين الخلاف في كون القرآن الكريم أربع عشرة سورة أم ثلاث عشرة سورة، وتحقيقات العلماء في ذلك.