قبل أن أخوض غمار هذا الوجه، أود أن أبين أن إعجاز القرآن البياني هو أشهر وجوه الإعجاز على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة أختار منها:
أولاً: إنه قول الغالبية العظمى من المحققين والمدققين في علوم إعجاز القرآن الكريم.
ثانياً: إنه ينتظم آيات القرآن الكريم كلها، على حين أن وجوه إعجاز القرآن الأخرى -أغلبها- لا تنتظم إلا عدداً من آيات القرآن. وجمهور العلماء على أن قدراً من القرآن الكريم هو أقل مقدار للتحدي، فبعدم انتظام الوجه الإعجازي لبعض ما وقع به التحدي ينتفي التحدي.
ثالثاً: إنه لا تنافي بين القول بالبيان وجهاً من وجوه الإعجاز، والقول بوجوه الإعجاز الأخرى، فالعلاقة بينها ليست علاقة تضاد ولا تناقض.
رابعاً: إن الذين قالوا بوجوه إعجازية أخرى -غير البياني- لم ينف أكثرهم انضمامها إلى الإعجاز البياني.