للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخلاف ذلك؛ وإن كانت خاصية المعجزات خرق العادات فإنه لا يمكن إثباتها مع القول بالسببية) (١).

ولا شك أنه لا تعارض بين قانون السببية والمعجزات، وذلك أن القول بالتلازم بين الأسباب والمسببات مربوط بإرادة الله تعالى. فهو تعالى خالق الأسباب وخالق المسببات وخالق التلازم بينهما وجوداً وعدماً.

[التعريف المختار للمعجزة]

والذي يظهر لي في تعريف المعجزة بعد النظر في الطعون الواردة على أركانها وشروطها وقيودها -جمعاً ومنعاً، اطراداً وانعكاساً- أنها: (أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى يد نبي، تأييداً لدعواه).

سبب اختيار هذا التعريف:

١) في هذا التعريف نص على أن المعجزة تكون فعلاً أو قولاً كما ذكر ابن حمدان، على حين أن بعضهم اقتصر على كونها فعلاً كما هو تعريف الشهرستاني.

وأنبه هنا إلى أن من نص في تعريفه على أنها فعل ولم يذكر كونها قولاً؛ فإنه يعد القول داخلاً في الفعل بدليل الأمثلة التي يذكرونها بعد هذا التعريف، مما يؤكد بوضوح أنهم لا يقصدون استثناء القول وقصر المعجزة على الفعل وحده.


(١) دلالة المعجزة على صدق النبوة عند الأشاعرة، عبد الله القرني، ص ٢٤ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>