٤. أن يعرف الداعية أن الدعوة لا تبقى على حال واحدة فقط، بل إنها تتغير وتصعب وتشتد صعوبتها إلى درجة كبيرة، وعندها فلا ينبغي للداعية أن يمل من دعوته، ولا أن يتوقف، بل يستمر فيها معتمداً على الله تعالى في هداية من شاء إلى ما يشاء (١).
[الفرع الخامس الفصل والوصل]
الوصل: عطف بعض الجمل على بعض. والفصل: ترك العطف (٢). وفي أهمية هذا الأسلوب يقول القزويني:(وتمييز موضع أحدهما من موضع الآخر على ما تقتضيه البلاغة فن منها عظيم الخطر، صعب المسلك، دقيق المأخذ، لا يعرفه على وجهه، ولا يحيط علمًا بكنهه، إلا من أوتي في فهم كلام العرب طبعًا سليمًا، ورزق في إدراك أسراره ذوقًا صحيحًا، ولهذا قصر بعض العلماء البلاغة على معرفة الفصل من الوصل، وما قصرها عليه؛ لأن الأمر كذلك، إنما حاول بذلك التنبيه على مزيد غموضه وأن أحدًا لا يكمل فيه إلا كمل)(٣).
(١) انظر: التوجيهات الدعوية في قضايا علم المعاني في سورة نوح ﵇، خالد الشوحة، ونذير الشرايري، مجلة الدراسات الدعوية، جامعة الإمام محمد بن سعود، (٢٠١٨)، العدد (١١)، الصفحات (٣٦٣ - ٤١٠). ص ٣٨٦ - ٣٨٧، بتصرف يسير. (٢) انظر: الإيضاح في علوم البلاغة: القزويني، ج ٣، ص ٩٧. (٣) انظر: الإيضاح في علوم البلاغة: القزويني، ج ٣، ص ٩٧.