أولا:(الضلال في ترويج مكرهم ومصالح دنياهم فيكون ذلك دعاء عليهم بعدم تيسير أمورهم)(١).
ثانياً:(الضلال بمعنى الهلاك كما في قوله تعالى ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)﴾ [القمر: ٤٧]، وهو مأخوذ من الضلال في الطريق لأن من ضل فيها هلك فيكون المعنى أهْلِكْهم) (٢).
ثالثاً:(هو على ظاهره أعني الضلال في الدين والدعاء بزيادته)(٣).
والذي يظهر أن هذا القول الأخير لا دليل عليه، أما القولان الأولان فإنهما مما يحتمله لفظ الآية، ومما لا محذور فيه ولا اعتراض، وهو ما رجحه جمهور المفسرين (٤).
٢. إن هذا الدعاء من نوح ﵇ ناجم من حرقته على الدعوة وحبه للهداية، وهذا الذي أوصله إلى حالة من الغضب بحيث يدعو على قومه بألا يزيدهم الله تعالى إلا شيئاً واحداً فقط هو الضلال، ولا غير.
٣. كما نلحظ أن الآيات التي تكلمت على قصة نوح ﵇ ليس فيها ما ينهاه عن فعله -أي: هذا الدعاء- مما يدل على جوازه.
(١) روح المعاني، الآلوسي، ج ١٥، ص ٨٧. (٢) روح المعاني، الآلوسي، ج ١٥، ص ٨٧. (٣) الآلوسي، روح المعاني، ج ١٥، ص ٨٧. (٤) انظر: تيسير الكريم المنان، السعدي، ص ٨٨٩.