للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يدخل في هذا المعنى أن القرآن الكريم: (لا يخلق على كثرة الرد وطول التكرار، ولا تمل منه الإعادة؛ وكلما أخذت فيه على وجه الصحيح فلم تخل بأدائه، رأيته غضا طريا، وجديدا مونقا، وصادفت من نفسك له نشاطا مستأنفا وحسا موفورا) (١) ..

ثانياً: الكلمات وحروفها

ذكرت آنفاً كلاماً للرافعي في ظاهرة الحروف وأصواتها، وسأذكر شيئاً من كلامه حول الجزء الثاني من نظريته، وهو الكلمات وحروفها، وملخصه ما يأتي:

١) تكلم الرافعي على العلاقة الدقيقة بين المعنى ولفظه بما يصدر عنه من صوت الحروف فيه.

٢) بين الرافعي مكانة الكلمة القرآنية ووضعها في محلها اللائق بها، بعد بيان دقة الحروف فيها.

٣) بيّنَ الرافعي التناسب البديع بين أصوات الحروف، حتى إن الحروف -كما يرى- لتكون ثقيلة، حتى إذا استعملت في القرآن الكريم رأيت: (لها شأناً عجيباً، ورأيت أصوات الأحرف والحركات التي قبلها قد امتهدت لها طريقاً في اللسان، واكتنفتها بضروب من النغم الموسيقي حتى إذا خرجت فيه كانت أعذب شيء وأرقه، وجاءت متمكنة في موضعها، وكانت لهذا الموضع أولى الحركات بالخفة والروعة) (٢).


(١) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، الرافعي، ص ١٥٠.
(٢) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، الرافعي، ص ١٥٦.

<<  <   >  >>