المصدر والأثر، ثم من حيث آراء العلماء قبولاً ورداً، ولسنا بمعزل أبدًا عن آراء علمائنا وترجيحاتهم.
٤) إن مقتضى الإعجاز انتفاء وجود الوجه نفسه في غيره من الكلام، وإذا قلنا إن تأثير القرآن الكريم في النفوس إعجاز، لزم أن نصِفَ كل كلام يؤثر في النفوس بأنه كلام معجز، ونحن نشاهد -بما لا مجال فيه للشك أو الطعن- كم يتأثر الناس بكلام غيرهم من البشر، فيسمعون الكلمة الواحدة فتنقلب بها حياتهم، إما للأحسن أو للأسوأ.
وعلى هذا فإنني أرى أن تأثير القرآن في النفوس مع اعترافنا بأنه من القضايا الكبيرة في القرآن الكريم، وأنه واقع لا محالة في نفوس السامعين، إلا أنه لا يرقى لأن يكون وجهاً إعجازياً عليه مدار إثبات الرسالة التي ينبثق عنها الإيمان بالله تعالى واتباع دينه وشرعه. وما بقي من إثبات تأثيره على النفوس فليس هذا محل خلاف، بل هو حق ثابت له قيمته وثمرته وآثاره.