للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشعري (١)، وأبي إسحق الإسفراييني (٢)، والبيهقي (٣). وغيرهم نفر كثير من أهل السنة على اختلاف بينهم في أمرين:

أولهما: الاختلاف في معنى الصرفة، ولا يخرج كلام أي منهم عما ذكره العلوي في الطراز -كما ذكرته سابقاً-.

ثانيهما: الاختلاف في عد الصرفة وجهاً وحيداً للإعجاز، أم أنها وجه ضمن وجوه عديدة لإعجاز القرآن الكريم.

ولعل أكثر من صرح بأن إعجاز القرآن الكريم قد يكون بأمر خارج عنه ابن سنان الخفاجي حيث قال: (ولا فرق بين القرآن وبين فصيح الكلام المختار في هذه القضية، ومتى رجع الإنسان إلى نفسه وكان معه أدنى معرفة بالتأليف المختار وجد في كلام العرب ما يضاهي القرآن في تأليفه. ولعل أبا الحسن يتخيل أن الإعجاز في القرآن لا يتم إلا بمثل هذه الدعوى الفاسدة، والأمر بحمد الله أظهر من أن يعضده بمثل هذا القول الذي ينفر عنه كل من علق من الأدب بشيء أو عرف من نقد الكلام طرفاً. وإذا عدنا إلى


(١) القاضي عياض بن موسى اليحصبي، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، تحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ج ١، ص ٣٧٣.
(٢) شرح المواقف، ج ٢، ص ٤٢١. السيوطي ١٠٤
(٣) البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، (المتوفى: ٤٥٨ هـ)، الاعتقاد، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط ١، ١٤٠١ هـ، ص ٢٥٩.

<<  <   >  >>