للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الأول: ما أريد منه إثبات النبوة والرسالة، وهذا يشترط فيه التحدي، كما ورد ذلك في القرآن الكريم وبعض معجزات الأنبياء كما في ناقة صالح .

القسم الثاني: ما لا يشترط فيه التحدي، وهو ما ظهر على يد النبي من غير اقتران بدعوى الرسالة، ومثاله: ما وقع بين المسلمين وربما لم يطلع عليه الكفار أصلاً؛ كنبع الماء من بين أصابعه الشريفة وتكثير الطعام ونحو ذلك (١).

قلت: وهذا توجيه يُقلل بون المسافة بين الفريقين، إلا أنه تفريق لا يسلم من وجوه كثيرة أهمها:

أولا: لا يوجد دليل صحيح صريح على تقسيم المعجزات إلى: ما يراد منها إثبات الرسالة، وما لا يراد. وإن هذه نتيجة لا يمكن التسليم بها -من حيث النظر المنطقي- إلا إذا أتينا على كل معجزة بدليل يوضح أنها جاءت لإثبات الرسالة أو جاءت لغير ذلك. فهذا هو سبيل إثبات العمومات الكليّة، حتى في الكّليّتين المختلفتين.

ثانياً: إنه بنى حكمه على مقدمة لم تثبت، وهي تقسيم المعجزات إلى ما يراد منه إثبات الرسالة وما لا يراد؛ ثم فرّع على ذلك أن ما أريد منه إثبات الرسالة فشرطه التحدي، وما لم يكن كذلك فهو عكس ذلك.


(١) انظر ما ذكره محمد بن حسن بن عقيل في رسالته: إعجاز القرآن الكريم بين السيوطي والعلماء، محمد حسن بن عقيل، دار الأندلس الخضراء، جدة، ط ١، ١٤١٧ هـ/ ١٩٩٧ م، ص ٣٧.

<<  <   >  >>