الأولى: تعيينه، وممن عينه الطبري حيث قال:(سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم التكاثر، غِبَّ فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم)(١). والزمخشري حيث قال:(سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قُدّامكُم من هول لقاء الله)(٢).
الثانية: ترك تعيينه حتى تذهب النفس فيه كل مذهب، وهو الراجح هنا؛ لأن الله ﷿ ترك تعيينه، وهذا مقصد جليل من مقاصد القرآن العظيمة في ترك تعيين المبهم أو تفسير المجمل أو تقييد المطلق ونحو ذلك. ولا أقصد بهذا الترجيح تخطئة الذين عينوه؛ لأنهم -في ظني- لم يقصدوا بتعيينه قصر الصواب على ما عينوه، وما ذكروه إنما هو من قبيل المثال لا الاستقصاء، وخلافهم هذا هو اختلاف تنوع لا تضاد (٣).
وفي هذا الحذف فوائد كثيرة، منها:
(١) جامع البيان، الطبري، ج ٢٤، ص ٥٨٠. (٢) الكشاف، الزمخشري، ج ٤، ص ٧٩٨. (٣) من بحث: (نظام عقد المعاني في سورة التكاثر)، ص ٩١ - ٩٢.