أولاً: زيادة التهديد والوعيد، لأن حذف المفعول يجعل النفس تذهب في تقديره كل مذهب.
ثانياً: استيعاب أكبر قدر ممكن من المعنى في أوجز لفظ (معنى كثير في لفظ قليل)، ويدل على ذلك أن الإنسان لن يقتصر علمه على شيء واحد أو شيئين فقط، بل سيحصل له العلم بأشياء كثيرة مختلفة، فلو ذكر المفعول لاقتصر المعنى عليه ولم يتعد غيره.
ثالثاً: بيان الترابط المعنوي بين آيات القرآن الكريم بعضها مع بعض، وبين آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، حيث ذكر في بعضها ما لم يذكر في الآخر، وما حذف منهما استطعنا أن نأخذه من آيات أو أحاديث أخرى.
فانظر -رحمك الله- إلى هذه الرسائل المتناظمة في مبانيها والمتعانقة في معانيها كيف أداها حذف جواب الشرط هنا، ومنها التهديد والوعيد على من فعل ذلك الفعل؛ فإنكم يا من التهيتم بالتكاثر لو كنتم تعلمون ذلك ما التهيتم عن المهمة التي خلقكم من أجلها، ولما شغلكم التكاثر، وإنكم لو كنتم تعلمون ذلك لتبين لكم فظيع حالكم وعظيم التهائكم (٢).
(١) ثمة أقوال أخرى بعدم الحذف، أغلبها لا يسلم صناعة أو بلاغة أو سياقاً. انظر: نظام عقد المعاني في سورة التكاثر، ص ٩٩ وما بعدها، مجلة جامعة قطر. (٢) انظر: عدة الصابرين، ابن القيم، ص ١٥٦. ونظم الدرر، البقاعي، ج ٨، ص ٥١٧.