ويقول الإسكافي:(لما أسند الفعل إلى نفسه تعالى كان اللفظ بالأشرف الأكرم، فذكر معه الإنعام الأجسم، وهو أن يأكلوا رغداً، ولما لم يسند الفعل في سورة الأعراف إلى نفسه لم يكن مثل الفعل الذي في سورة البقرة، فلم يذكر معه ما ذكر فيها من الإكرام الأوفر، وإذا تقدم اسم المنعم الكريم اقتضى ذكر نعمته الكريمة)(١).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المقام في سياق آية البقرة وسباقها يسير في موضوع واحد، هو ذكر النعم التي أنعم الله تعالى بها على خلقه، من جعله في الأرض خليفة، على الرغم مما يعلمه فيهم، ومن تعليمه ﷾ لآدم الأسماء كلها، فناسب زيادة بيان لنعمة الأكل من الجنة، فقال: ﴿رَغَدًا﴾.
ثانيا: في غير المتشابه:
وأما في غير المتشابه فالأمثلة أكثر، وأمثّل على ذلك بما ورد في سورة التكاثر، فقد اشتملت السورة على عدد من مواطن الحذف، ومنها (٢):
(١) درة التنزيل وغرة التأويل، الإسكافي، ج ١، ص ٢٣٧. (٢) انظر: بحثي: نظام عقد المعاني، بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور شحادة العمري، مجلة جامعة قطر. العدد (٣٠)، ٢٠١٢، ص ١١٥.