وفَعَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عبد الله بن مسعود:"فقد خط النبي - صلى الله عليه وسلم - خطوطًا، وقال: هذا الإِنسان، وهذا أجله ... "(١).
٦ - ومثال البيان بالإِقرار: الإِقرار من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمر أَوْ فعل علمه من بعض أمته دليلٌ من أدلة الشرع، فصَحَّ أَنْ يكون بيانًا لغيره، كغيره من الأدلة (٢).
٧ - ومثال البيان بالترك: أَنْ يترك فعلًا قد أمر به، أَوْ قد سبق منه فعله، فيكون تركه مبينًا لعدم وجوبه "فقد اشترى - صلى الله عليه وسلم - فرسًا من أعرابي، ولم يُشهِد"(٣)، وهذا مبين لقوله- تعالى-: {اوَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ}[البقرة: ٢٨٢]، فقد صرفه من الوجوب إلى الاستحباب، و"صلَّى - صلى الله عليه وسلم - التراويح في رمضان، ثم تركها خشية أَنْ تفرض عليهم"(٤)، كما في حديث عائشة- رضي الله عنها-، فتَرْكُه لها بعد فعلها دَلَّ على استحبابها، لا وجوبها.
(١) رواه البخاري، (الفتح ١١/ ٢٣٥)، وهو برقم ٦٤١٧، ٦٤١٨، وانظر أشكال الخطوط في [الفتح ١١/ ٢٣٧، ورياض الصالحين ٢٧٣]. (٢) انظر الأمثلة فيما سبق في: الفقرة (٢) من المبحث الثاني من الفصل الثالث من الباب الأول. (٣) سبق تخريجه. (٤) متفق عليه، فقد رواه البخاري (الفتح ٣/ ١٠)، وهو برقم ١١٢٩، كما رواه مسلم ١/ ٥٢٤، وهو برقم ٧٦١، والحديث مسوق بمعناه.