وقد تقدم في الوضوء الكلام على لقيط بن صبرة، وفي الحديث: الحث على المبالغة في الاستنشاق، وفيه: أن وصول الماء إلى الدماغ يفطر الصائم إذا كان يفعله، لأن الدماغ أحد الجوفين، ويقاس عليه كل ما وصل إلى الجوف بفعله.
١٤٤٦ - قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اشتكيت عيني أفكتحل وأنا صائم؟ قال:"نعم". (ضعيف).
قلت: رواه الترمذي هنا من حديث أبي عاتكة عن أنس، وقال: إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة: يضعّف انتهى. (١)
١٤٤٧ - روي عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعَرْج يصب على رأسه الماء، وهو صائم من العطش أو من الحر".
قلت: رواه أبو داود هنا من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر، وقال: تقووا لعدوكم، وصام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال أبو بكر: قال الذي حدثني لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وساقه، وأخرجه النسائي مختصرًا. (٢)
قوله: بالعرج، العرج: قرية من عمل الفرع على نحو من ثمانية وسبعين ميلًا من المدينة الشريفة، شرفها الله تعالى وهو بفتح العين وسكون الراء المهملتين وجيم. (٣)
(١) أخرجه الترمذي (٧٢٦)، وأبو عاتكة هو البصري أو الكوفي اسمه: طريف بن سلمان أو بالعكس، قال الحافظ: ضعيف، وبالغ السليماني فيه، التقريب (٨٢٥٥). (٢) أخرجه أبو داود (٢٣٧٨)، والنسائي في الكبرى (٣٠٢٩) وإسناده صحيح. (٣) وقيل: العرج: عقبة بين مكة والمدينة على جادة الحاج، وقيل غير ذلك، انظر: المغانم المطابة في معالم طابة للفيروز آبادي ص (٢٥١). وانظر عن الفرع، المصدر السابق ص (٣١٥ - ٣١٦).