والتؤدة: التأني، والمعنى: أن التأني في كل شيء مستحسن إلا في عمل الآخرة.
٤٠٧٢ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"السمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد: جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة".
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث عبد الله بن سرجس يرفعه وقال: حسن غريب انتهى (١) ورجاله موثقون.
والسمت: قال في الفائق (٢): هو أخذ المنهج ولزوم المحجة، قالوا: ما أحسن سمته أي طريقته التي ينتهجها في تحري الخير والتزيّي بزي الصالحين، والاقتصاد: سلوك القصد في الأمر والدخول فيها برفق، وعلى سبيل يمكن الدوام عليها وقيل: القصد عدم الميل إلى التفريط والإفراط.
٤٠٧٣ - قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد: جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة".
قلت: رواه أبو داود في الأدب (٣) من حديث ابن عباس يرفعه، وفي إسناده: قابوس بن أبي ظبيان بن حصين بن جندب الجَنْبي الكوفي ولا يحتج بحديثه.
وجنب: بطن من مذحج وهو بفتح الجيم وسكون النون وبعدها جاء واحدة، وظبيان: بفتح الظاء المعجمة وكسرها، والهدي: السيرة والهيئة والطريقة، والسمت والاقتصاد قد تقدم في الحديث قبله.
(١) أخرجه الترمذي (٢٠١٠) وإسناده جيد، وفي إسناده: نوح بن قيس، وفيه اختلاف فعن يحيى بن معين روايتان: تضعيفه وتوثيقه، وقال النسائي: لا بأس به، ووثقه أحمد، وقال أبو داود: كان يتشيع، وقال مرة: ثقة. انظر: تهذيب الكمال (٣٠/ ٥٣ - ٥٥) وقال الحافظ: صدوق رمي بالتشيع، التقريب (٧٢٥٨). (٢) الفائق (٢/ ١٩٨ - ١٩٩). (٣) أخرجه أبو داود (٤٧٧٦) وفي إسناده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، كما قال الحافظ في التقريب (٥٤٨٠)، وانظر: تهذيب الكمال (٢٣/ ٣٢٧)، وله شاهد من حديث عبد الله ابن سرجس المزني وإسناده قوي، وحسنه الترمذي (٢٠١١).