والمنان: هو الذي يمن على من يتصدق عليه وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} وقيل هو القطاع للزكاة ولا يتصدق ولا يزكى ماله من قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي غير مقطوع.
٣٩٧٨ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال منسأة في الأثر". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في البر والصلة بإسناد جيد، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه ورواه الحاكم، وقال: صحيح، كلاهما من حديث أبي هريرة، قال الترمذي: ومعنى قوله: منسأة في الأثر، يعني به زيادة في العمر انتهى. (١)
ووجه كونها مثراة في المال: أي مكثرة له فإن الشخص إذا علم أنسابه، كان له منهم من يعقل وينفق ويواسي ويهادي ويوصي وغير ذلك، وقد تقدم معنى زيادة العمر.
٣٩٧٩ - أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ قال:"هل لك من أم؟ " قال: لا، قال:"وهل لك من خالة؟ " قال: نعم، قال:"فبرّها".
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث ابن عمر (٢) قال: ويروى عن أبي بكر بن حفص عن النبي مرسلًا نحوه، ولم يذكر فيه ابن عمر، قال: وهذا أصح، وأبو بكر بن حفص هو عمر بن سعد بن أبي وقاص روى له الجماعة.
٣٩٨٠ - قال: بينا نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوَيّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال:"نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما".
(١) أخرجه الترمذي (١٩٧٩)، والحاكم (٤/ ١٦١) وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (٢٧٦). (٢) أخرجه الترمذي (١٩٠٤) وإسناده صحيح وأخرجه أيضًا أحمد (٢/ ١٣ - ١٤)، وابن حبَّان (٤٣٥).