والحديث معناه في الصحيح روى مسلم والترمذي وابن ماجه من حديث أنس قال: رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في الرقية من العين والحمة والنملة (٢)، وفي الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص في الرقية من كل ذي حمة (٣).
والحمة -بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم-: السم، وقد تشدد الميم، وأنكره الأزهري (٤)، وتطلق على إبرة العقرب للمجاورة لأن السم يخرج منها.
وقوله:"يرقأ" أي ينقطع وهو مهموز.
٣٦٦٠ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم".
قلت: رواه أبو داود هنا والحاكم في المستدرك كلاهما من حديث أنس يرفعه، ولفظهما:"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم" وقد تقدم في الكلام على الذي قبله، وقال في المستدرك: إنه على شرط مسلم. (٥)
٣٦٦١ - قالت: يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال:"نعم، فإنه لو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين".
قلت: رواه أحمد والترمذي وصححه (٦)، وقد روى مالك في الموطأ (٧) عن حميد بن قيس المكي قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما: ما لي أراهما ضارعين؟ فقالت حاضنتهما: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إنه
(١) انظر: ابن ماجه (٣٥١٣)، وإسناده ضعيف. (٢) انظر: جامع الأصول (٧/ ٥٥٥). (٣) انظر: المصدر السابق (٧/ ٥٥٦). (٤) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٥/ ٢٧٦). (٥) أخرجه أبو داود (٣٨٨٩)، والترمذي (٢٠٥٦)، والحاكم (٤/ ٤١٣) وفي إسناده: شريك ابن عبد الله القاضي، وهو: صدوق يخطيء كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع. قاله الحافظ في التقريب (٢٨٠٢). (٦) أخرجه أحمد (٦/ ٤٣٨)، والترمذي (٢٠٥٩) وصححه. (٧) أخرجه مالك (٢/ ٩٣٩).