قال الخطابي (١): معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم الأدم الخل" مدح الاقتصاد في المأكل، ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة.
٣٢٤١ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الكَمأَة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين".
قلت: رواه الجماعة إلا أبا داود، البخاري في التفسير وفي الطب، ومسلم في الأطعمة، والترمذي والنسائي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب كلهم من حديث سعيد بن زيد يرفعه. (٢)
- وفي رواية:"من المن الذي أنزل الله تعالى على موسى".
قلت: رواها مسلم. (٣)
والكمأة: بفتح الكاف وإسكان الميم وبعدها همزة مفتوحة وهي شيء أبيض مثل الشحم ينبت من الأرض، يقال لها شحم الأرض.
قال أبو عبيدة (٤) وغيره: شبهها - صلى الله عليه وسلم - بالمنّ الذي كان ينزل على بني إسرائيل، لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج، والكمأة كذلك، وقيل هي من المنّ الذي أنزله الله على بني إسرائيل حقيقة.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وماؤها شفاء للعين"، قيل هو نفس الماء المجرد، -وهذا هو الصواب- وقيل معناه: أن يخلط ماؤها بدواء يعالج به العين، وقيل: إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فمجردًا، وإن كان غير ذلك ركب مع غيره.
٣٢٤٢ - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الرطب بالقِثّاء.
(١) معالم السنن (٤/ ٢٣٥). (٢) أخرجه مسلم (٢٠٤٩)، والترمذي (٢٦٧)، وابن ماجه (٣٤٥٤)، والنسائي في الكبرى (٦٦٦٦). (٣) أخرجها مسلم (٢٠٤٩). (٤) انظر: الغريبين لأبي عبيد الهروي (٥/ ٣١٤)، والمنهاج للنووي (١٤/ ٦).