والمطل معناه هنا: منع قضاء ما استحق أداؤه فمطل الغني ظلم وحرام، ومطل غير الغني ليس بحرام، ولا ظلم لمفهوم هذا الحديث.
وأتبع: بإسكان التاء فيه وفي فليتبع، مثل أخرج فليخرج قال النوويّ (١): هذا هو المشهور في الرواية، والمعروف في كتب اللغة وغريب الحديث، وعن بعض المحدثين أنه يشددها في فليتّبع، والصواب الأوّل، والعنى: إذا أحيل بالدين على مليء فليحتل، والأمر هنا عند الجمهور للاستحباب.
٢١٤٤ - أنه تقاضى ابن حدرد دينًا له عليه، فارتفعت أصواتهما، فخرج إليهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونادى كعب بن مالك، فأشار بيده أن:"ضع الشطر من دينك" قال: قد فعلت، فقال:"قم فاقضه".
قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي: البخاري في الصلاة وفي الصلح ومسلم في البيوع وأبو داود والنسائيّ في القضاء وابن ماجه في الأحكام من حديث كعب بن مالك. (٢)
والتقاضي: طلب قضاء الدين.
٢١٤٥ - كنا جلوسًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أتي بجنازة، فقالوا: صل عليها، فقال:"هل عليه دين؟ " قالوا: لا، فصلّى عليه، ثمَّ أتي بجنازة أخرى، فقال:"هل عليه دين"، قيل: نعم، قال:"فهل ترك شيئًا؟ " قالوا: ثلاثة دنانير، فصلّى عليها، ثمَّ أتي بالثالثة، فقال:"عليه دين؟ "، قالوا: ثلاثة دنانير، قال:"هل ترك شيئًا؟ " قالوا: لا، قال:"صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: صلّ عليه يا رسول الله، وعليّ دينه، فصلى عليه.
(١) المنهاج (١٠/ ٢٢٨). (٢) أخرجه البخاري (٤٥٧) (٤٧١)، وفي الصلح (٢٧١٠)، ومسلم (١٥٥٨)، وأبو داود (٣٥٩٥)، والنسائيّ (٨/ ٢٣٩)، وابن ماجه (٢٤٢٩).