٤٣٩ - باب ما قيل في شهادة الزور لقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدوُنَ الزُّور}(٤٤٣)(٤٤٤)
قال (ح): أشار بذكر هذه الآية إلى أنّها سيقت في مدح تارك الزور، ومفهومها ذم متعاطي شهادة الزور وهو اختيار منه لأحد ما قيل في تفسيرها (٤٤٥).
قال (ع): ما سيقت إِلَّا في مدح تارك شهادة الزور ولم يقل به أحد من المفسرين، وإنّما اختلفوا في تفسير الزور، فقيل الشرك، وقيل: شهادة الزور، وقيل: الصنم. وقيل: مجالس الخناء، وقيل: مجالس المشركين، وقيل: المجلس الذي كان يسب فيه الرسول، وقيل: المعهود على المعاصي (٤٤٦).
قلت: آخر كلامه يثبت ما قاله (ح) بأن يتعاطي بيان مجمله فيقرره ويبرزه أوَّلًا في صورة المنكر عليه، ودعواه الحصر أغرب.
(٤٤٣) فتح الباري (٥/ ٢٦١). (٤٤٤) عمدة القاري (١٣/ ٢١٤). (٤٤٥) فتح الباري (٥/ ٢٦١). (٤٤٦) عمدة القاري (١٣/ ٢١٥) وانظر مبتكرات اللآلي والدرر (ص ٢٥٥ - ٢٥٦) حيث أيد الحافظ ابن حجر في وجود الخلاف الذي قاله بعد أن نقل عبارة الكشاف في تفسير الآية، ثمّ قال: فاكتفيت به -أي قول الزمخشري- عن مراجعة كتاب آخر -لاقتناعي بوجود الخلاف الذي قاله من يقال فيه -الحافظ ابن حجر - إذا قالت حزام. فاعرفه.