على أنه ليس بترغيب في السجود، وإنما هو إخبار عن توبة داود - عليه السلام -، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد للشكر.
فإن قيل: لما سجد في المرة (١) الأولى عند التلاوة، دل على أنه موضع للسجود، وقوله:"ولكني رأيتكم تشزنتم" يدل على جواز التأخير، وقوله:"إنما هي توبة نبي" لا ينفي كونها من العزائم؛ بدليل أن داود - عليه السلام - سجدها على وجه التوبة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - سجدها لتلاوة الآية.
قيل: أما سجوده في الرفعة (٢)، فإنما أراد به الشكر لا التلاوة.
بدليل: أنه بين عن ذلك في المرة الثانية، وقال:"إنما هي توبة نبي".
وقولهم: إن قوله: "رأيتكم تشزنتم" يدل على التأخير، لا يصح؛ لأنه بين عن العلة التي لأجلها أراد الترك، وهو كونها توبة نبي.
ورُوي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"سجدها نبي الله داود - عليه السلام - توبة، وسجدناها شكرًا"(٣)، وهذا نص.
= والبيهقي في الكبرى، كتاب: الصلاة، باب: سجدة {ص}، رقم (٣٧٤٠)، وقال: (هذا حديث حسن الإسناد صحيح). (١) في الأصل: المراة. (٢) كذا في الأصل، وقد تكون تصحيفًا من لفظة: التوبة. (٣) أخرجه النسائي في كتاب: الافتتاح، باب: سجود القرآن: السجود في {ص} رقم (٩٥٧)، والدارقطني في كتاب: الصلاة، باب: سجود القرآن رقم (١٥١٥)، وقد روي موصولًا ومرسلًا، قال البيهقي عن الموصول: =