و (ضعف الإنسان): قلة (١) احتماله التّكليف، وسرعة تغيّره بما يلقى من المكروه والمحبوب (٢).
٢٩ - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} هذا فصل مبتدأ، واتّصاله بما قبله من حيث الأحكام المأمور بها والمنهيّ عنها (٣).
و (الأكل (٤) بالباطل): بالرّبا والقمار والبخس والظّلم وما يشاكلها، عن السدّيّ (٥)، وأكلها بغير معاوضة، عن الحسن (٦). والظاهر أنّه بذل المال في السّفاح دون النّكاح لتقدّم:{أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ}[النّساء:٢٤].
والاستثناء منقطع؛ لأنّ التّجارة عن تراض ليست من جنس المنهيّ عنه (٧).
قيل (٨): لمّا نزلت هذه الآية امتنع الناس عن التّبسّط حتى نزل: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ} في سورة النّور [الآية ٦١].
{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ:}«أي: لا يقتل بعضكم بعضا»(٩)، وقيل: هو (١٠) نهي عن أن يقتل الرّجل نفسه (١١).
وإنّما وصف نفسه بالرّحمة (١٢)؛ لأنّه أراد بنا الخير حيث نهانا عن أكل المال بالباطل وقتل النّفس المحظورين (١٣) بالعقل قبل الوحي.
٣٠ - {ذلِكَ:} إشارة إلى قتل النّفس، عن عطاء (١٤). وقيل (١٥): إلى الظّلم الموجود في
(١) في الأصل وب: وقلة، والواو مقحمة. (٢) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٤١٧، ومجمع البيان ٣/ ٦٧، والبحر المحيط ٣/ ٢٣٧. (٣) ينظر: التفسير الكبير ١٠/ ٦٩، والبحر المحيط ٣/ ٢٤٠. (٤) في الأصل: وأكل، والمراد قوله في الآية نفسها: لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ. (٥) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٤٣، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٨، والبحر المحيط ٣/ ٢٤٠. (٦) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٤٣ - ٤٤، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٩، والتفسير الكبير ١٠/ ٦٩ - ٧٠. (٧) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ١٩٦، والتفسير الكبير ١٠/ ٧٠، والفريد ١/ ٧٢٣. (٨) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٤٣، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٩، والتفسير الكبير ١٠/ ٧٠. (٩) تفسير غريب القرآن ١٢٥، وتفسير الطبري ٥/ ٥٠، ومعاني القرآن الكريم ٢/ ٧٠. (١٠) ساقطة من ب، وبعدها في الأصل: من، بدل (عن). (١١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٩، وزاد المسير ٢/ ١١٣، والتفسير الكبير ١٠/ ٧٢. (١٢) في الآية نفسها: إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً. (١٣) في ب: المحظور. وينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٠٧، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٨٠. (١٤) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٥١، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٨٠، وزاد المسير ٢/ ١١٣. (١٥) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٥١، ومجمع البيان ٣/ ٦٩، وزاد المسير ٢/ ١١٣.