{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} والخطاب لجماعة سوى ذاكر (١) الله يسعون إليه، وأقل الجمع الصحيح ثلاثة. (٢)
{نُودِيَ:} أدّن بعد زوال الشمس يوم الجمعة. (٣) والجمعة العروبة بين الخميس والسبت، سميت جمعة؛ لاجتماع الناس فيه. (٤)
(السعي): المضيّ دون العدو، (٥) كقوله: {وَأَمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى}[عبس:٨].
و {ذِكْرِ اللهِ:} الخطبة. (٦)
وظاهر الآية يدل على جواز الاقتصار على تسبيحة. (٧)
{وَذَرُوا الْبَيْعَ:} اتركوا التبايع في الأسواق حالة النداء لتدركوا الخطبة والصلاة. والبيع منهيّ عنه ساعتئذ (٨)، وجائز؛ لأن النهي لمعنى في غيره. (٩)
١٠ - {فَانْتَشِرُوا}{وَاِبْتَغُوا:} أمر إباحة. (١٠)
{مِنْ فَضْلِ اللهِ:} التجارة. (١١)
وعن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله عليه السّلام يخطب قائما، ثم يقعد، ثم يقوم. (١٢)
(١) أ: ذكر. (٢) وهو قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، ينظر: المبسوط للسرخسي ٢/ ٢٤، والهداية شرح البداية ١/ ٨٣، وتبيين الحقائق ١/ ٢٢١. (٣) ينظر: أحكام القرآن للجصاص ٥/ ٣٣٦، والبحر الرائق ٢/ ١٦٨. (٤) ينظر: زاد المسير ٨/ ٥٣، وتفسير البغوي ٨/ ١١٦، وتفسير الخازن ٤/ ٢٩٠ - ٢٩١. (٥) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٧١، وزاد المسير ٨/ ٥٤، وهذا المعنى (المضي) مأخوذ من قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لهذه الآية، وهي «فامضوا إلى ذكر». (٦) ينظر: زاد المسير ٨/ ٥٤، وتفسير البغوي ٨/ ١١٧ عن سعيد بن المسيب، والتفسير الكبير ١٠/ ٥٤٢، وتفسير الجواهر الحسان ٣/ ٣٣٤. (٧) والاقتصار على التسبيحة عند الأحناف ركن، ولكن يكره ذلك تنزيها، ينظر: تبيين الحقائق ١/ ٢٢٠، وحاشية ابن عابدين ٢/ ١٤٨. (٨) بياض في ع. (٩) ينظر: حاشية ابن عابدين ٢/ ١٦١. (١٠) ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ١٥٧، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٧٢، والمحرر الوجيز ١٤/ ٤٤٨ وقال ابن عطية: «أجمع الناس على أن مقتضى الأمر الإباحة». (١١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٧٢، والوسيط ٤/ ٣٠٠، وتفسير البغوي ٨/ ١٢٣. (١٢) أخرجه أبو داود في السنن (١٠٩٥)، والنسائي في الصغرى ٣/ ١١٠، وابن خزيمة في صحيحه (١٤٤٧).