١٠ - {ضَلَلْنا:} أي: ضعنا وغبنا، يقال: ضلّ الماء في اللبن إذا صار مستهلكا فيه.
١١ - {مَلَكُ الْمَوْتِ:} عزرائيل عليه السّلام يتوفّى الأنفس بحول الله وقوّته.
١٣ - {كُلَّ نَفْسٍ هُداها:} أي: الإيمان الاختياريّ الذي شاءه الله للمؤمنين، ويسّره لهم، لم يشأه للكفار، فعسّره عليهم، دون الضروريّ عند معاينة البأس.
وفيها ردّ على القدرية.
١٦ - عن أنس بن مالك: أنّ قوله: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ} نزلت في انتظار الصلاة، التي تدعى العتمة. (٢) أنس، عنه (٣) عليه السّلام: «ما من إنسان يصلّي في بيت مظلم ركعتين بركوع تامّ وسجود تامّ إلا وجبت له الجنة بلا حساب ولا عذاب». (٤) وعن جابر، عنه عليه السّلام:«أنّ في الليل ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه، وهي في كلّ ليلة». (٥)
عن أسماء بنت يزيد (٦)، عنه عليه السّلام قال: «يحشر الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، ثمّ يقوم مناد ينادي: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم، فيقولون: أين (٧) الذين يحمدون الله في السرّاء والضرّاء؟ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنّة بغير حساب، ثمّ يقوم فينادى: أين الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؟ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنّة بغير حساب (٨)، ثمّ ينادى: أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنّة بغير حساب، ثمّ يؤمر بسائر الناس فيحاسبون». (٩)
{تَتَجافى:} تتنحّى (١٠) وتتباعد.
(١) (حسنة مَهِينٍ،) ساقطة من أ. (٢) ينظر: سنن الترمذي (٣١٩٦)، وعلل الحديث ١/ ١٨٠، والدر المنثور ٦/ ٤٨٠، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من هذا الوجه. (٣) ع: عنه عن أنس. (٤) ينظر: الفردوس بمأثور الخطاب ٤/ ٣٧. (٥) أخرجه ابن المبارك في المسند ٣٥، ومسلم في الصحيح (٧٥٧)، والطبراني في الصغير (٨٤٨)، وأبو عوانة في المسند ٢/ ٢٨٩. (٦) أمّ سلمة أسماء بنت يزيد بن السّكن الأشهلية الأنصارية، بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهدت اليرموك، وعاشت بعد ذلك دهرا. تهذيب الكمال ٣٥/ ١٢٨، والإصابة ٤/ ٢٣٤ - ٢٣٥. (٧) أ: إن. (٨) (ثم يقوم فينادى: أين الذين لا تلهيهم. . . فيدخلون الجنة بغير حساب)، ساقطة من أ. (٩) ينظر: الزهد لهناد ١/ ١٣٤، وكنز العمال ١٥/ ٨٥٣. (١٠) ك: وتتنحى.