فان تمنعوا عنا السلاح فعندنا ... سلاح لنا لا يشترى بالدراهم
جلاميد أملاء الأكفّ كأنّها ... رؤوس رجال حلّقت بالمواسم
[١٦٣ ظ]
[[الجاحظ وكلام الشعوبية]]
ومما حكاه الجاحظ من كلام الشعوبية [١] بعد كلام كثير تقدمه في معنى حمل الخطباء عند الخطابة للعصيّ والقنا والقسيّ، وإنما طعنكم الرّزّة والنهزة [٢] والخلس والزّج [٣] .
وكنتم تتساندون في الحرب، وقد علم أنّ الشركة رديّة في ثلاثة أشياء؛ في الملك، والحرب، والزوجة.
وكنتم لا تقاتلون بالليل ولا تعرفون البيات ولا الكمين [٤] ، ولا الميمنة ولا الميسرة، ولا القلب ولا الجناح، ولا السّاقة [٥] ولا الطليعة، ولا النفّاضة ولا الدرّاجة [٦] ، ولا تعرفون آلة الحرب الرتيلة ولا العرّادة [٧] ، ولا المنجنيق [٨] ، ولا الدبابات [٩] ، ...
[١] الخبر في البيان والتبيين ٣/١٧- ١٨. [٢] الرزة: الطعنة بشيء يثبت في المطعون، كالسكين في الحائط. والنهزة: المرة من النهز، وهو الطعن في دفع. [٣] الخلس: الطعنة التي يختلسها الطاعن بحذقه. الزج: الطعن بعجلة. [٤] البيات: الإيقاع بالقوم في جوف الليل وهم غارون. الكمين: القوم يكمنون للعدو ويستخفون في مكمن لا يفطن له. [٥] الساقة: مؤخرة الجيش، وهم الذين يسوقون جيش الغزاة، ويكونون من ورائه يحفظونه. [٦] النفاضة: قوم يتقدمون أمام الملك ينفضون الطريق وينقونها. الدارجة: قوم يدرجون أمامه. [٧] الرتيلة: أن يقام خلف الصف صف آخر. العرادة: شبه المنجنيق صغيرة. [٨] المنجنيق: معرب من الفارسية (منجنيك) وهي مأخوذة من اليونان L Magganon LL وهي آلة ترمى بها الحجارة. (المعرب- الجواليقي ص ٣٠٦ ومعجم استيجناس، وآدي شير ص ١٤٦) [٩] الدبابة: آلة تتخذ من جلود وخشب، يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن-