صلب الحيازيم لا هذر الكلام إذا ... هزّ القناة ولا مستعجل زهق [١]
قال: وهذا مثل قول أبي مجيب الرّبعي [٢] : «ما تزال تحفظ أخاك حتى يأخذ القناة، فعند ذلك يفضحك أو يمدحك»[٣] ، يقول: إذا قام يخطب فقد قام المقام الذي لا بد يخرج [منه] محمودا أو مذموما.
وقال أبو اليقظان [٤] : كانوا يقولون: أخطب بني تميم البعيث [٥] إذا أخذ القناة فهزّها ثم اعتمد بها على الأرض، ثم رفعها [٦] .
وقال يونس: لعمري لئن كان مغلّبا في الشعر، لقد كان غلّب في الخطب، وإذا قالوا: غلّب، فهو الغالب، وإذا قالوا: مغلّب، فهو المغلوب [٧] .
وقال آخر:[٨][الطويل]
[١] الحيزوم: ما استدار بالظهر والبطن. هز القناة: أي هز الرمح عند الخطبة. [٢] أبو المجيب الربعي: أحد فصحاء العرب الذين روى عنهم ابن الأعرابي. (الفهرست- ابن النديم ص ١٠٣) [٣] الخبر في البيان والتبيين ١/٣٧٣، ٣/١١. [٤] أبو اليقظان: عامر بن حفص الملقب بسحيم، عالم بالأنساب، له كتب منها: (أخبار تميم) ، وكتاب: (النسب الكبير) ، توفي سنة ١٩٠ هـ. (معجم الأدباء ٤/٢٢٦، الفهرست- ابن النديم ١/٩٤) [٥] البعيث: خداش بن بشر بن خالد المجاشعي، أبو زيد التميمي، خطيب شاعر من أهل البصرة، قال فيه الجاحظ: أخطب بني تميم إذا أخذ القناة، كانت بينه وبين جرير مهاجاة دامت نحو أربعين سنة، توفي بالبصرة سنة ١٣٤ هـ. (الشعر والشعراء ص ١٩٥، معجم الأدباء ٤/١٧٣، طبقات الشعراء ص ١٢١) [٦] الخبر في البيان والتبيين ٣/١١. [٧] الخبر في البيان والتبيين ٢/٣١٢، ٣/١١، والمراد بالمغلب بالشعر البعيث المجاشعي. [٨] البيتان دون نسبة في البيان والتبيين ٣/١٥، وهما من قطعة في الكامل ٢/٧٠٧ ط الدالي، والشعر لنافع بن خليفة الغنوي كما في ذيل الأمالي ص. ١١٦ وفي المصادر السابقة: (فان تمنعوا منا السلاح) .