عن عمرو بن عليّ قال: سمعت أبا معاوية الضرير [١] يقول: تغديت مع أمير المؤمنين هارون الرشيد بالرقّة [٢] ، فلما أردت غسل يدي، إذا أنا بإنسان يصبّ عليّ، فلما قاربت الفراغ قال: أتدري من يصبّ عليك أبا معاوية؟
قلت: لا، قال: أنا أمير المؤمنين، قلت: أكرمك الله كما أكرمت العلم، قال: ما أردت غير ذلك.
[[من تؤاخي من الناس؟]]
عن الحسن قال: واخ من الناس من يعينك على نفسك، ولا تواخ من الناس من حظك عنده مقدار حاجته إليك، فإذا انقطعت حاجته منك، انقطعت مودتك من قلبه.
[[لذائذ العيش]]
قال الحجاج لخريم الناعم [٣] : صف لي العيش، فقال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا يلذ عيشا، قال: زدني، قال: والعافية، فأني [٦٨ و][رأيت][٤] العليل لا يلذ عيشا، قال: زدني: قال: والشباب، فإني رأيت الشيخ لا يلذ عيشا، قال: زدني: قال: لا مزيد.
[١] أبو معاوية الضرير: محمد بن خازن التميمي السعدي بالولاء، حافظ للحديث، من أهل الكوفة، عمي صغيرا، روى الحديث وأقرأه، قال ابن المديني: كتبنا عن أبي معاوية ألفا وخمسمائة حديث، وكان مرجئا، توفي سنة ١٩٥ هـ. (تهذيب التهذيب ٩/١٣٧، تاريخ بغداد ٥/٢٤٢، الأعلام ٦/١١٢) [٢] الرقّة: مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حرّان ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة، لأنها من جانب الفرات الشرقي. (ياقوت: الرقة) [٣] خريم الناعم: خريم بن خليف بن الحارث بن خارجة الغطفاني، يضرب به المثل في التنعم، فيقال: (أنعم من خريم) كان معاصرا الحجاج الثقفي، وله معه خبر، لا تعرف سنة وفاته. [٤] (جمهرة أنساب العرب ص ٢٤١، مجمع الأمثال ٢/٢٠٩، تاج العروس (خرم) الأعلام ٢/٣٠٤)