قال محمد بن عمران التيمي قاضي أهل المدينة: ما شيء أثقل من حمل المروءة، قيل: وأي شيء المروءة؟ قال: ألا تعمل شيئا في السرّ تستحي منه في العلانية وأنشد: [الطويل]
حديث الغنى نزر العطاء يزيده ... على المال شحّا طول ما عالج الفقرا
ومثله:[الطويل]
سل الخير أهل الخير قدما ولا تسل ... فتى ذاق طعم العيش منذ قريب
[[كسرى وهوذة الحنفي]]
قال كسرى لهوذة بن علي الحنفي:[١] ما لك من البنين؟ قال: عشرة، قال: فأيّهم أحبّ إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يقدم، والمريض حتى يبرأ، قال: فما غذاؤك في بلدك؟ قال: البرّ [٢] ، قال: هذا عقله.
طلحة بن عبد الله [٣] ابن أخي عبد الرحمن بن عوف [٤] .
[١] هوذة بن علي الحنفي: من بكر بن وائل، صاحب اليمامة بنجد، شاعر بني حنيفة وخطيبها قبل الإسلام، كان ممن يزور كسرى في المهمات، كان يقال له: (ذو التاج) لأن كسرى عقد على رأسه عقدا من الدر، أدرك الإسلام ولم يسلم، توفي سنة ٨ هـ-. (جمهرة أنساب العرب ص ٢٩٢، الروض الأنف ٢/٢٥٣، عيون الأثر ٢/٢٦٩) . [٢] البرّ: حب القمح، وابن برّة: الخبز. [٣] طلحة بن عبد الله بن عوف: من بني زهرة، قاض ممن اشتهروا بالكرم، سمّي طلحة الندى، ولي قضاء المدينة، وتوفي بها سنة ٩٧ هـ-. (طبقات ابن سعد ٥/١١٩، المحبر ص ١٥٠، ٣٥٦) . [٤] عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي: صحابي، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، وأحد السابقين إلى الإسلام، كان جوادا شجاعا، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، كان يحترف التجارة، فاجتمعت له ثروة كبيرة، وكان كثير الصدقة، توفي سنة ٣٢ هـ-. (حلية الأولياء ١/٩٨، صفة الصفوة ١/١٣٥، البدء والتاريخ ٥/٨٦) .