إنّا وإن قدّموا التي علموا ... أكبادنا من ورائهم تجف
لما بدت نحونا جباههم ... حنّت إلينا الأرحام والصّحف [٢]
[[وصية أحيحة بن الجلاح]]
قال أحيحة [٣] لابنه عمرو عند وفاته: أصلح مالك، فانّ قومك لا يزالون يعرفون لك فضلا ما علموا غناك، واعلم أني لم أترك عليك دينا ولا خلّة أعرابيّ، فانّ الأعرابي لو أتاك بأديم حلم [٤] قد بعته له، ودفعته إليه نقيا صحيحا، رأى أنه قد أحسن إليك.
قال قيس:[٥][المتقارب]
ونحن فوارس يوم النقي ... ع قد علموا كيف فرسانها [٦]
موضع [٧] التقوا فيه معروف.
وقال كعب بن مالك يهجو أبا قيس بن الأسلت:[٨][الطويل]
[١] البيتان لقيس بن الخطيم في ديوانه ص ١١٦- ١١٧. [٢] الديوان: (لما بدت غدوة) . [٣] أحيحة بن الجلاح: سبقت ترجمته. [٤] أديم حلم: الجلد يقع فيه الدود فينقب ويفسد. [٥] البيت من قصيدة لقيس بن الخطيم في ديوانه ص ٦٩. [٦] الديوان: (ونحن الفوارس يوم الربيع) . الربيع: الجدول الصغير، قال: أهل المدينة يقولون: ربيع، وأهل اليمامة يقولون: جدول. [٧] النقيع: موضع حماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لخيل المسلمين، وهو من أودية الحجاز، يدفع سيله إلى المدينة، يسلك العرب إلى مكة منه، وفي كتاب نصر: النقيع: موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له مقمّل، وهو من ديار مزينة، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخا. (ياقوت: النقيع) [٨] ديوان كعب بن مالك ص ١٢٣.