كذا ينبت فيه كذا، وجعل يصف المعادن وما ينبت فيها، فأخرج أبو نواس ذكره، ثم قال: في أي معدن ينبت هذا يا أبا عبيدة؟ فقال له: قم أخزاك الله، فقال له: يا خلف [١] ما عليك لو قلت: في حر أمّك.
[[مكاسب الأنذال]]
أنشد ثعلب [٢] : [الكامل]
سقطت نفوس ذوي العقول فأصبحوا ... يستحسنون مكاسب الأنذال
ولعلّ ما عثر الزمان فساءني ... إلا صبرت وإن أضرّ بحالي
رأي الحسن رجلا طريرا [٣] له هيئة، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يضرط للملوك، فقال: لله أبوه، ما طلب أحد الدنيا بما يشبهها إلا هذا.
[ابن القريّة والحجاج]
قال: أخبرنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس، قال: كان أيوب بن القرّية [٤]
[١] في الأصل (خلف) بكسر الخاء، أي المختلف، ولعلها (خلف) بفتح الخاء، أي الولد الطالح والرديء، ومنه المثل: (سكت ألفا ونطق خلفا) ، يضرب للرجل يطيل الصمت، فإذا تكلم تكلم بالخطأ. (مجمع الأمثال ١/٣٣٠، المستقصى ٢/١١٩، اللسان: خلف) . [٢] ثعلب: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني بالولاء، أبو العباس، إمام الكوفيين في اللغة والنحو، رواية للشعر محدث حجة، من كتبه: (الفصيح) ، و (معاني القرآن) وشرح عدة دواوين، توفي سنة ٢٩١ هـ-. (وفيات الأعيان ١/٣٠، نزهة الألبا ٢٩٣، إنباه الرواة ١/١٣٨، بغية الوعاة ١٧٢) . [٣] الطرير: ذو المنظر والرواء والهيئة الحسنة. [٤] ابن القريّة: أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة الهلالي، خطيب يضرب به المثل، يقال: (أبلغ من ابن القرية) ، والقريّة أمه، كان أعرابيا أميّا، اتصل بالحجاج وأرسله إلى ابن الأشعث رسولا، فانضم إليه، فلما هزم ابن الأشعث جيء بابن القرية أسيرا، فقتله الحجاج صبرا سنة ٨٤ هـ-. (وفيات الأعيان ١/٨٢، تاريخ الإسلام ٣/٢٣٤، الطبري وابن الأثير حوادث سنة ٨٤ هـ-) .