عن أبي عكرمة الضبي قال: قال بعض العرب: كان لنا نوتيّ [١] يسنو على سانية لنا، فاذا كان الليل، رطن برطانة له، يأخذه عليها طرب، فمرّ بنا نوتي يحسن العربية، فسألناه: ما يقول؟ فقال: يقول: [الطويل]
فقالت: كذاك العاشقون ومن يخف ... عيون الأعادي يجعل الليل سلّما
أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى:[٣][الطويل]
ولما أبت إلا صدودا بودّها ... وتكديرها الشّرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدّر ... وليس يعاف الرّنق من كان صاديا [٤]
قال لبيد:[٥][الطويل]
تخاف ابنتاى أن يموت أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر [٦]
وفي ابني نزار أسوة إن نظرتما ... وإن تسألاهم تلقيا فيهم الخبر [٧]
فان حان يوما أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر [٨]
[١] النوتي الملاح الذي يدير السفينة في البحر، والمراد هنا الذي يخرج الماء من البئر. يسنو: يخرج الماء من البئر أو النهر ويسقي بالدواليب ونحوها. [٢] الجعجاع: الأرض، ومناخ سوء لا يقر فيه صاحبه (القاموس: جعع) القلائص: جمع القلوص من الإبل الفتية المجتمعة الخلق: السهّم: الإبل الضامرة التي غيرها التعب والجهد. [٣] أبو العباس ثعلب: مضت ترجمته، والبيتان في وفيات الأعيان في ترجمة الأصمعي ٣/١٧٤ ط- إحسان عباس. [٤] الرنق: الماء الكدر فيه قذى. [٥] القطعة للبيد بن ربيعة العامري في ديوانه ص ٢١٣. [٦] في الديوان: (تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما) [٧] في الديوان: (وفي ابني نزلر أسوة إن جزعتما ... وإن تسألاهم تخبرا فيهم الخبر) [٨] في الديوان: (فقوما فقولا بالذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر) . ورواية الأصل جاءت في الموشح أيضا ص ٧ والأغاني ١٤/٩٨.