ولا الخنادق ولا الحسك [١] ، ولا تعرفون الأقبية [٢] ، ولا السراويلات، ولا تعليق السيوف، ولا الطبول، ولا البنود [٣] ، ولا التجافيف [٤] ، ولا الجواشن، ولا الخوذ [٥] ، ولا السواعد، ولا الأجراس، ولا الوهق [٦] ، ولا الرمي بالبنجكان [٧] ، ولا الزّرق بالنّفط والنيران.
وليس لكم في الحرب صاحب علم يرجع إليه المنحاز [٨] ، ويتذكره المنهزم. وقتالكم إمّا سلّة، وإمّا مزاحفة [٩] ، والمزاحفة على مواعد متقدمة، والسلة مسارقة وفي طريق الاستلاب والخلسة.
قالوا: والدليل على أنكم لم تكونوا تقاتلون بالليل، قول العامري [١٠] ، [البسيط]
- المحاصر ليتقوه وتقيهم ما يرمون به من فوقهم. [١] الحسك: من أدوات الحرب، ربما اتخذ من حديد وألقي حول العسكر، وربما اتخذ من خشب فنصب حوله، وذلك لعرقلة سير العدو، وأصل الحسك: حسك السعدان، وهو شوكة، ثم جعل لما يعمل على مثاله من السلاح. (اللسان: حسك، المخصص ٣/٨٤) [٢] الأقبية: جمع قباء كسحاب، وهو ضرب من الثياب، سمّي بذلك لاجتماع أطرافه. [٣] البنود: جمع بند، وهو العلم الكبير، فارسي معرب. [٤] التجافيف: جمع تجفاف، بكسر التاء وفتحها، وهو ما جلّل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح. [٥] الجوشن: زرد يلبسه الصدر والحيزوم. الخوذ: جمع خوذة، المغفر، وهو زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة. [٦] الوهق: حبل شديد الفتل يرمى وفيه أنشوطة، فتؤخذ فيه الدابة والإنسان. [٧] البنجكان: جاء في تاريخ الطبري ٧/٢٧: فقال لهم بالفارسية: (صكوهم بالفنجقان) أي بخمس نشابات في رمية. [٨] المنحاز: من يترك مكانه في الحرب ويميل إلى موضع آخر. [٩] المزاحفة: أن تمشي كل فئة زحفا، أي مشيا رويدا، قبل التداني للضرب. [١٠] العامرى: هو خداش بن زهير العامري، شاعر جاهلي من أشراف بني عامر بن صعصعة وشجعانهم، كان يلقب بفارس الضحياء، يغلب على شعره الفخر والحماسة، يقال: إن قريشا قتلت أباه في حرب الفجار فكان خداش يكثر من هجوها، قيل إنه-