عربيًّا، ولفظه لفظ النسب، فأعجَمُ وأعجمي، كأحْمَرَ وأحمريٍّ، والعجميُّ منسوبٌ إلى لغة العَجَمِ، سواء كان فصيحًا أم لم يكن.
وقال أبو زيد، وأبو عليٍّ الفارسيُّ: الأعجميُّ العَجَمِيّ، ولهذا قوبل بالعربيِّ، ويشهد له قراءة من قرأ:(ءَاعْجَمِيٌّ).
وإذا عرفت هذا، علمتَ أنه لا وجه للاستدلال بالآية ألبتة على الأول، ولا على الثاني أيضًا؛ لأن المراد بالعجميِّ هنا: الأعجميُّ؛ بدليل صدر الآية؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ [سورة فصلت: الآية، ٤٤].
"مسألة"
الشرح:"المشتق (١): ما وافق أصلًا بحروفه الأصول ومعناه"(٢)؛ فما لم يوافق أصلًا، أو وافق معنى فقط؛ كالمَنْع الموافق للجنس، أو في حروفه الأصول، لكن لا بمعناه؛ كالضَّربِ
= تصانيفه: رسالة في "من نسب إلى أُمّه من الشعراء"، و"شرح ديوان المتنبي"، و"الخصائص"، في اللغة. وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني. توفي سنة ٣٩٢ هـ. ينظر: آداب اللغة ٢/ ٣٠ وشذرات الذهب ٣/ ١٤٠، والأعلام ٤/ ٢٠ ومفتاح السعادة ١/ ١١٤. (١) ينظر: البحر المحيط للزركشي ٢/ ٧١، وسلاسل الذهب له ص ١٧١، والتمهيد للإسنوي ص ١٥٣، ونهاية السول له ٢/ ٦٧، وزوائد الأصول له ص ١٣ ومنهاج العقول للبدخشي ١/ ٢٦٣، وغاية الوصول للشيخ زكريا الأنصاري ٤٤، والتحصيل من المحصول للأرموي ١/ ٢٠٤، وحاشية البناني ١/ ٢٨٠، والإبهاج لابن السبكي ١/ ٢٢٢، والآيات البينات لابن قاسم العبادي ٢/ ٧٨ وحاشية العطار على جمع الجوامع ١/ ٣٦٨، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ٨/ ٥٨٨ وتيسير التحرير لأمير بادشاه ١/ ٦٧، وحاشية التفتازاني والشريف على مختصر المنتهى ١/ ١٧١، وإرشاد الفحول للشوكاني ص ١٧، ونشر البنود للشنقيطي ١/ ١٠٧، والكوكب المنير للفتوحي ص ٦٤، والعضد ١/ ١٧٤ والمحصول ١/ ١/ ٣٢٥ والمنتهى لابن الحاجب (١٧)، والخصائص لابن جني ٢/ ١٣٣، والمزهر للسيوطي ١/ ٣٤٦، وأسرار العربية (١٧٣). (٢) في حاشية ج: هذه أولى المسائل المتعلقة بالمشتق، وهي في بيان حده، وهو على ما قاله: ما وافق أصلًا بحروفه الأصول، ومعناه: أن المشتق لفظ وافق اسمًا من أسماء المعاني أي الأحداث …