ذلك، حيث حصول الانتقال، وانتشار الكلام، وهذا لا يخص حكم الأصل، بل يعم كل مقدمة تقبل المنع.
الشرح:"ومنها" أي: ومن شروط حكم الأصل "ألّا يكون دليل حكم الأصل شاملًا لحكم الفرع"، وإِلَّا لم يكن جعل أحدهما أصلًا، والآخر فرعًا أَوْلَى من العكس (١).
مئاله: الذُّرَة رِبَوِيّ قياسًا على البُرّ، بجامع الطَعْم، فيمنع البُرّ، فيقول: قال ﵊: "لا تَبِيعُوا الطَّعَامَ بِالطَّعَامِ".
فإن تناول الطعام للبر كتناوله للذرة. وقد نجز الكلام على شروط الأصل.
«مسألة»
الشرح: "ومن شروط علّة الأصل: أن تكون بمعنى البَاعِثِ (٢)، أي مشتملة على حكمة
(١) ينظر: نهاية السول ٤/ ٣٠٠، وشرح العضد ٢/ ٢٢٩، وجمع الجوامع ٢/ ٢٥٢، وشرح الكوكب المنير ٥٠٢، وإرشاد الفحول (٢٠٨)، والتحرير ٤٦٢، والتيسير ٤/ ٣٣، وفواتح الرحموت ٢/ ٢٩٠. (٢) العلة: تأتي بكسر العين وبفتحها: أما بالكسر: فإنها تأتي بمعنى المرض، يقال: اعتلَّ العليل علة صعبة، من عل يعل، واعتل: أي مرض، فهو عليل، وأما بالفتح فإنها تأتي بمعنى الضرة وبنو العلات: بنو رجل واحد من أمهات شتى، وإنما سميت الزوجة الثانية علة؛ لأنها تعل بعد صاحبتها، من العلل الذي يعني به الشربة الثانية عند سقي الإبل، والأولى منهما تسمى النهل. ويقال: هذا علة لهذا، أي سبب، وفي حديث عائشة: فكان عبد الرحمن يضرب رجلي بعلة الراحلة، أي بسببها. أما العلة عند علماء الأصول فلها تعريفات كثيرة منها: أنه يراد بها: