الشرح:"قالوا: لو تساوت" نسبة الألفاظ إلى المعاني "لم يختص" لفظ بمعنى، وإلا يلزم الترجيحُ بلا مرجِّح.
"قلنا: يختص لإرادة الواضع المختار"، وذلك كتخصيصه وجودَ العالَمِ بوقت دون وقت.
فإن قلت: هذا ظاهر على القَوْلِ بأن الواضع هو الله، فبماذا يجيب من يقول بالاصطلاح؟
قلت: قيل بأن سببه حضور اللَّفظ عند سبق المعنى، والأصحُّ - وإياه ذكر الشيخ الأصفهاني - أن الجواب الأول عامٌّ؛ لأنَّهُ إذا كان الواضعُ العَبْدَ، وأفعالُه مخلوقةٌ لله - تعالى -، رجع الكلُّ إلى إرادته تعالى.
"مسألة"
الشرح:"قال" الشيخ "الأشعري": إنَّ الألفاظ توقيفية (٢)؛ "علمها الله ﷺ - تعالى - ووقف عباده عليها؛ إما: "بالْوَحْي" لبعض أنبيائه ﵈، "أو بخلق الأصوات" في بعض الأجسام، "أو بعلمٍ ضروريٍّ" خلَقَه في بعضهم، حصَّل له إفادة اللفظ للمعنى.
وقالت "البَهْشَمِيَّةُ" - وهم أبو هاشم وأتباعه (٣) -: "وضعها البشر"؛ إما: واحد، أو جماعة" اصطلحوا عليها؛ "وحصل التعريف" منهم لغيرهم؛ "بالإشارة و "بـ "القرائن؛ كَالأطفال" في حصول المعرفة لهم بذلك.
وقال "الأستاذ: القدرُ المحتاج إليه في التعريف توقيف، وغيرُهُ محتملٌ"؛ لأن يكون أيضًا بالتوقيف من الله، ولأن يكون بالمواضعة من البشر.
(١) ينظر: المصادر السابقة في ابتداء الوضع. (٢) ينظر: المحصول ٢/ ٢/ ٤٥٩. (٣) ينظر: الإحكام للآمدي ١/ ٧١.