وفي "شرح الالفية" لابن المصنّف: يقدر بـ "أن" والفعل إِن كان ماضيًا، أو مستقبلًا، و بـ "بما" والفعل إِن كان حالًا؛ لأن فعل الحال لا يدخل عليه "أن". انتهى.
وقد يتصوّر أنه مخالف لما في "شرح التسهيل"، ويقال: كيف يقدر - إِذا كان حالًا - بـ "أن".
وجوابه - كما قال بـ "أن" جمال الدين بن هشام - أنه لا يقدر بـ "أن" الناصبة، بل بـ "أن" المخففة من الثقيلة؛ لأن الفعل السابق فعل علم، وهو قوله:
علمت (٢) إِيثاري.
ويدل عليه نص "التسهيل" كما حكيناه.
وحيث قالوا:"أن" المخففة فمرادهم: المخففة من الثقيلة، لا "أن" المخففة وضعًا، ومراد بدر الدين:"أن" الخفيفة وضعًا، وهي الَّتي تُسَمَّى المصدرية، لا "أن" المخففة من الثقيلة، فلا اختلاف بينهما.
قال: والذي في "التسهيل" - كما رأيت - تقديره بـ "أن" المخففة، أو بـ "أن" المصدرية أو بـ "ما" المصدرية، لا التقدير بـ "أن" و"ما" فقط - كما ذكر بدر الدين ابن المصنّف، فإِنه لم يذكر في اللَّفظ إِلا شيئين فقط، وهو المشهور في كتب النّحويين.
قال: ويمكن أن يرجع إِلى كلام ابن مالك، وذلك بأن يحمل "أن" في كلامهم على أعم من المصدرية، والمخففة من الثقيلة. والله أعلم.
الشرح:"ومنها: قولهم" في معنى قوله ﷺ: "فِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ" وهو حديث