ظَهْرِكَ" (١) فقال: يا رسول الله: إِذا رأى أحدنا على امرأته رَجُلًا ينطلق يلتمس البَيِّنَة؟! فجعل رسول الله ﷺ يقول: "البَيِّنَةُ وإِلَّا حَدٌّ في ظَهْرِكَ" فقال هلال: والذي بعثك بالحق إِني لصادق، ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحَدّ، فنزل جبريل ﵇ وأنزل عليه: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾ [سورة النور: الآية ٦] الحديث رواه مسلم، والنسائي [من](٢) حديث أنس، وفيه: "فكان أول رجل لاعن في الإِسلام".
وعن سهل بن سعد أن عويمرًا العِجْلاني (٣) أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رَجُلًا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله ﷺ: "قَدْ أُنْزِلَ فِيكَ وَفِي صَاحبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا" قال سهل: فَتَلاعَنَا وأنا مع الناس عند رسول الله ﷺ الحديث رواه البخاري ومسلم (٤).
وأحاديث كثيرة استدلّت الصحابة ﵃ بعمومها مع قطع النظر عن أسبابها.
= فتح مصر؛ ذكره ابن عساكر. ينظر: الإِصابة ٣/ ٢٠٦ (٢٨٩٣). (١) أخرجه البخاري ٨/ ٣٠٣، كتاب التفسير: باب ويدرأ عنها العذاب (٤٧٤٧)، وأبو داود ٢/ ٢٧٦، كتاب الطلاق: باب في اللعان (٢٢٥٤)، وابن ماجه ١/ ٦٦٨، كتاب الطلاق: باب اللعان (٢٠٦٧)، والبيهقي في السنن (٧/ ٣٩٣)، والدر المنثور ٥/ ٢٢، والدارقطني ٣/ ٢٧٧، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٧١. (٢) في ج: عن. (٣) عويمر هو ابن أبي أبيض العجلاني وقال الطبراني: هو عويمر بن الحرث بن زيد بن جابر بن الجد بن العجلان، وأبيض لقب لأحد آبائه. ويؤيد ذلك ما في الموطأ، أخرج الشيخان وغيرهما من حديث سهل بن سعد قال: جاء العجلاني إِلى عاصم بن عدي فقال له: يا عاصم، أرأيت لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ الحديث في نزول آية اللعان، ووقع في الموطأ رواية القمي إِنه عويمر بن أشقر العجلاني، وقيل: إِنه خطأ، وإِن عويمر بن أشقر آخر ما زنى وهو المذكور بعد، ولعل أحد آباء عويمر العجلاني كان يلقب أبيض فأطلق عليه الراوي أشقر. ينظر الإِصابة ٥/ ٤٥ ت (٦١٠٩). (٤) أخرجه مالك (٢/ ٥٥٦ - ٥٥٧) كتاب الطلاق: باب ما جاء في اللعان (٣٤)، والبخاري =