للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما عدم ذكر النحويين لدرر المعاني وفرائد المباني؛ فهو ادعاء غير صحيح، والناظر في كتب النحويين يجد أنهم طرفان في ذكر اللطائف البلاغية والنكات البيانية، فمنهم من كان يذكرها -كثرة أو قلة- ومنهم من لا يذكرها، والسبب أن هذا القضية ليست من مهام بحثهم ولا من واجبات درسهم، ولذلك أعرضوا عنها، ليس عجزاً منهم ولا قصوراً ولا جهلاً، بل هم العلماء الذين لو طلب من أحدهم أن يتكلم في البلاغة لكان من البراعة في مكان عال وشأن رفيع. وما منعه من ذلك إلا التزامه بتحقيق هدفه الذي من أجله كتب وألف وحقق ودقق.

ولذلك فإني لست مع من يمتدح البلاغيين على حساب النحويين، ولست -أيضا- مع من يتهمهم بالقصور عن فهم المعنى الدقيق للآيات، تصريحاً أو تلميحاً، فلكل فنّه ودرسه، ولكلّ وجهة هو موليها.

<<  <   >  >>