ألوهية الله تعالى وربوبيته وخالقيته ثالثاً، فهو دليل نال شرفه من المدلول عليه، ولو لم يكن لهذا العلم من الفضل إلا الدلالة على إلهية الخالق وربوبيته لكفى وأغنى.
ثالثاً: اتصال علم الإعجاز بعلوم اللغة العربية كلها، فوجوه الإعجاز إما لغوية صريحة كما هو الحال في الإعجاز البياني، وإما وجوه صيغت بقوالب اللغة وأساليبها وطرائقها كالإعجاز العلمي، والغيبي، والتشريعي، وغيرها.
رابعاً: سُهمة علم إعجاز القرآن في حفظ اللغة العربية تأصيلاً وتفريعاً، ولست أبالغ إن قلت: إن الدراسات الإعجازية هي أعظم ما كتب في الدرس اللغوي القديم والحديث وأعمق وأدق، حتى غدا علم الإعجاز وجهة ظاهرة لقاصدي اللغة والباحثين عن كنوزها المظنونة ودررها المكنونة.
خامساً: إن إثبات الإعجاز في القرآن الكريم لا يقتصر أثره ونفعه على غير المؤمنين، بل إنه سبيل عظيم لتقوية الحق في نفوس المؤمنين، وكلما كان المرء عالماً بلغة العرب أكثر؛ (كان أشد معرفة بإعجاز القرآن، وأسبق إلى التصديق والإيمان)(١).
سادساً: إن البحث في إعجاز القرآن الكريم مدخل إلى علوم القرآن الكريم كلها، فمسائل الإعجاز متداخلة مع جميع أنواع الآيات وتقسيماتها، سواء أكانت في العقيدة، أو الأحكام، أو الأخلاق، أو غيرها، مما اصطلح عليه أهل الفن وارتضوه.