ونحن لا ننكر أبداً وجود أمور في القرآن الكريم والسنة النبوية تدل على صدق الرسالة، ولكن هذا كله يدخل في باب دلائل النبوة، لا في باب إعجاز القرآن الكريم. ومن هنا ندرك أن نظرة المتقدمين أسلم وأعلم وأوفق بالمقام.
٢) التنصل من المعنى العقدي المقصود من إعجاز القرآن، فأين وجه التحدي فيما يذكرونه من أمثلة ونظريات؟
وتوضيح ذلك أن معجزات الرسول ﷺ أنواع:
النوع الأول: ما جاء ولم يقترن بالتحدي، وليس التحدي مراداً من مراداته، وذلك مثل عشرات المعجزات التي وقعت في عصره ﷺ.
النوع الثاني: ما جاء مقترناً بالتحدي مثل القرآن الكريم، وقد جاء التحدي به صراحة في أكثر من آية كما هو معلوم.
وبناء على هذا فإن إعجاز القرآن الكريم نوع خاص من المعنى العام للمعجزة بمعناها العقدي المعروف كما أنبأت عنه كتب العقائد والأصول.
٣) عدم تفريقهم بين مقتضى مصطلح (الإعجاز) ومقتضى مصطلح (دلائل النبوة)؛ ليتخلصوا مما يمكن أن يعرقل طريقهم في تقرير الإعجاز العلمي.
٤) حاول بعض أرباب الإعجاز أن يجعلوا الإعجاز العلمي نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز، على حين أنه أقرب ما يكون إلى الإعجاز الغيبي، بل هو نوع من أنواع الإعجاز