وقال: ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ﴾ [الزمر: ١٦]. [والآية في هذا المعنى كثير](٣).
[باب ما جاء أن النار لما خلقت فزعت الملائكة حتى طارت أفئدتها]
ابن المبارك (٤): أخبرنا معمر عن محمد بن المنكدر قال: لما خلقت النار فزعت الملائكة وطارت أفئدتها، فلما خلق آدم ﵇ سكن ذلك عنهم، وذهب ما كانوا يجدون (٥).
[وقال ميمون بن مهران (٦): فلما (٧) خلق الله جهنم أمرها فزفرت: زفرة فلم يبق في السموات السبع ملك إلا خرّ على وجهه فقال لهم الجبار ﷻ: ارفعوا رؤوسكم أما علمتم أني خلقتكم لطاعتي، وعبادتي، وخلقتها لأهل معصيتي من خلقي، فقالوا ربنا لا نأمنها حتى نرى أهلها فذلك قوله تعالى: ﴿[إِنَّ الَّذِينَ](٨) هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧](٩)، فالنار عذاب الله فلا
(١) ص (٨٣٨). (٢) في (ع): تكملة الآية: ﴿إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾. (٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ). (٤) في الزهد (الزوائد) ص (٩٢)، ح ٣١٢. (٥) في (الزهد): يحذرون. (٦) عالم الجزيرة، ومفتيها: ميمون بن مهران، أبو أيوب الجزري الرَّقي، حدّث عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وابن عمر، وغيرهم، توفي سنة ١١٧ هـ، السير ٥/ ٧١. (٧) في (ع، ظ): لما. (٨) ما بين المعقوفتين من (المصحف). (٩) وفي (ظ): ﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٨].