أبو بكر بن زنجويه قال: ثنا عثمان بن صالح قال: حدثنا ابن لهيعة عن ذراح عن بن حجيرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل غسل ثوبه فلم يجد له خلفًا، ورجل لم ينصب على مستوقده بقدرين قط، ورجل دعا بشراب فلم يقل له أيهما يريد"(١).
وقال ابن مسعود: من احتفر بئرًا بفلاة من الأرض، إيمانًا واحتسابًا دخل الجنة بلا حساب] (٢).
[باب منه]
ذكر أبو نعيم (٣) عن علي بن الحسين ﵁ قال: إذا كان يوم القيامة نادي (٤) منادٍ: أيكم أهل الفضل؟ فيقوم ناس من الناس، فيقال (٥): انطلقوا إلى الجنة، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جُهِلَ علينا حلمنا (٦)، وإذا ظُلمنا صبرنا، وإذا أُسيء إلينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين. ثم ينادي منادٍ: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبّرنا [أنفسنا](٧) على طاعة الله وصبرنا عن معاصي الله، قالوا: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العالمين. ثم ينادي منادٍ: ليقم جيران الله، فيقوم ناس من الناس وهم قليل، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتلقاهم (٨) الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، قالوا: وبم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا
(١) لم أقف على من خرجه. (٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ). (٣) في (الحلية): ٣/ ١٣٩ - ١٤٠. (٤) في (ع): ينادي. (٥) في (الأصل): فيقول، والتصويب من (ع، ظ، الحلية). (٦) في (الأصل، ظ): حملنا، والتصويب من (ع، الحلية). (٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الحلية). (٨) في (الحلية): فتتلقاهم.