ابن ماجه (١) عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر"، أخرجه (٢) مسلم أكمل من هذا، وقد تقدم (٣).
وروى (٤) مسلم (٥) عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ألم تروا الإنسان (٦) إذا مات شخص بصره؟ قالوا: بلى، قال: فذلك حين يتبع بصرُه نَفْسَه"(٧).
في غير الصحيح: عن النبي ﷺ: "إن الميت أول ما يشق بصره لرؤية المِعْرَاج"(٨)، وهو سلم بين السماء والأرض من زمردة خضراء أحسن ما رئي [قط](٩)، فذلك حين يمد بصره إليه.
[فصل]
في قوله ﵇:"إن الروح إذا قبض تبعه البصر"، وقوله:"فذلك حين يتبع بصره نفسه" ما يستغني به عن قول كل قائل في الروح والنفس، وأنهما اسمان لمسمى واحد (١٠)،
(١) في سننه ١/ ٤٦٧، ح ١٤٥٤، قال الألباني: صحيح، انظر: صحيح ابن ماجه ١/ ٢٤٥، ١١٨٩. (٢) في (ع): خرّجه. (٣) انظر: ص (١٨٣). (٤) في (ظ): وقد روى. (٥) في الصحيح ٢/ ٦٣٥، ح ٩٢١. (٦) في (الأصل): أن الإنسان، وما أثبته من (ع، ظ، صحيح مسلم). (٧) في (ظ): خروج نفسه. (٨) هذا الحديث بحثت عنه في أغلب دواوين السنة فلم أجده، ووجدت نحوه في غريب الحديث لابن سلام ٤/ ١٠٠. (٩) ما بين المعقوفتين من (ع) ظ). (١٠) قال ابن القيم: قول الجمهور أن مسماهما واحد، ثم قال: والفرق بينهما فرق بالصفات لا فرق بالذات، ثم ذكر الإطلاقات المشتركة بين النفس والروح، وما يخص كل واحدٍ منهما، انظر كتابه الروح ص (٢١٨)؛ وقال ابن أبي العز الحنفي: فالنفس تُطلق على الروح، ولكن غالب ما تُسمى نفسًا إذا كانت متصلة بالبدن، وأما إن أُخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها، شرح العقيدة الطحاوية ٢/ ٥٦٧.