في رواية أخرى:"فيخرج عنق من النار فيلتقط الكفار لقط الطائر حب السمسم"(١)، صححه ابن العربي في قبسه (٢)، وقال: أي يفصلهم عن الخلق في المعرفة كما يفصل الطائر حب السمسم من التربة (٣).
وخرج الترمذي (٤) عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاث: بكل جبار عنيد، وبكل من جعل مع الله إلهًا آخر، وبالمصورين. وفي الباب عن أبي سعيد (٥)﵁، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وذكر ابن وهب قال: حدثني العلاف بن خالد في قول الله تعالى: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣] قال: يقال: يؤتى بجهنم يوم القيامة يأكل بعضها بعضًا، يقودها سبعون ألف ملك، فإذا رأت الناس، وذلك قوله ﷿: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢)﴾ [الفرقان: ١٢]، فإذا رأتهم زفرت زفرة لا يبقى نبي ولا صديق إلا برك لركبتيه يقول: يا رب نفسي، نفسي، ويقول رسول الله ﷺ: أمتي، أمتي.
[وكان بعض الوعاظ يقول: أيها المجترئ على النار ألك طاقة بسطوة مالك خازن النار، ومالك إذا غضب على النار وزجرها زجرة كادت تأكل بعضها بعضًا](٦).
[باب ما جاء في مقامع أهل النار وسلاسلهم وأغلالهم وأنكالهم]
قال الله تعالى: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)﴾ [الحج: ٢١].
(١) رواه الطبري في تفسيره ٣٠/ ١٨٦. (٢) انظر كتابه القبس ٣/ ١١٤٦ ط. دار الغرب الإسلامي. (٣) في (الأصل): البرية، والتصويب من (ع، ظ، م). (٤) في جامعه ٤/ ٧٠١، ح ٢٥٧٤، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣٢٠، ح ٢٠٨٣. (٥) في (الأصل): عن أبي سعيد الخدري، وما أثبته من (ع، ظ، م الترمذي). (٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ)، والأصل متوافق مع (م).