الترمذي (١) عن أبي سلام الحبشي (٢) قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز فحملت على البريد (٣)، قال: فلما دخل عليه (٤) قال: يا أمير المؤمنين لقد شق مركبي البريد (٥)، فقال: يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك، ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان عن النبي ﷺ في الحوض فأحببت أن تشافهني به، فقال أبو سلام: حدثني ثوبان ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: "حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد (٦) "فذكره بمعناه أيضًا. وقال: هذا حديث غريب.
وقال أنس بن مالك ﵁:"أول من يرد الحوض على رسول الله ﷺ الذابلون، الناحلون، السائحون، الذين إذا جنَّهم الليل استقبلوه بالحزن (٧) "(٨).
[باب ذكر من يطرد عن الحوض]
البخاري (٩) عن النبي (١٠)ﷺ قال: "ليردن علي ناس من أصحابِ (١١) الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك".
وعن أبي هريرة ﵁ أنه كان يحدث أن رسول الله ﷺ قال: "يرد علي الحوض رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب
(١) في جامعه ٤/ ٦٢٩، ح ٢٤٤٤؛ والحاكم في مستدركه ٤/ ٢٠٤، ح ٣٧٤، قال الألباني: صحيح المرفوع منه، انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٩٦، ح ١٩٨٩. (٢) ممطور أبو سلام الحبشي الأسود، حدث عن حذيفة وعلي وأبي ذر ﵃، توفي سنة نيف ومائة، انظر: السير ٤/ ٣٥٥. (٣) جملة: عن أبي سلام الحبشي قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز فحملت على البريد، ساقطة من (ظ). (٤) في (ظ): أدخلت عليه. (٥) هكذا في جميع النسخ بما فيها مصدر المصنف. (٦) في (ظ): أشد بياضًا. (٧) في (ع): بحزن. (٨) لم لم أقف على من ذكره. (٩) في صحيحه ٥/ ٢٤٠٦، ح ٦٢١١؛ ومسلم أيضًا في صحيحه ٤/ ١٨٠٠، ح ٢٣٠٤. (١٠) في (ع، ظ): عن أنس عن النبي ﷺ. (١١) هكذا في الأصل بكسر الباء، وفي (ع، ظ) أصحابي، وفي (البخاري): أصيحابي.