القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعًا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم شك ثور (١) أيهما قال"، أخرجه البخاري (٢). عن ابن عمر ﵄ عن النبي ﷺ: "يوم يقوم (٣) الناس لرب العالمين قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف أذنيه (٤)"، أخرجه البخاري (٥) والترمذي (٦)، وقال: حديث حسن صحيح مرفوعًا وموقوفًا.
ورى هناد بن السري (٧) قال: حدثنا محمد بن فضيل (٨) عن ضرار بن مرة عن عبد الله المكتب عن عبد الله بن عمر قال: قال له رجل إن أهل المدينة ليوفون الكيل يا أبا عبد الرحمن، قال: وما منعهم (٩) أن يوفوا الكيل؟ وقد قال الله (١٠) تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)﴾ حتى بلغ: ﴿يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ١ - ٦]، قال: إن العرق ليبلغ أنصاف آذانهم من هول يوم القيامة وعظمه.
وخرّج الوائلي من حديث ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي (١١) عن عبد الله بن عمرو قال: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)﴾، ثم قال رسول الله ﷺ: "كيف بكم إذا جمعكم الله ﷿ كما يجمع النبل في الكنانة
(١) (ثور): ليست في (ظ)، وهو ثور بن زيد الديلي، المدني مولاهم، روى عن الحسن البصري، انظر: تهذيب الكمال ٤/ ٤١٦، روى عنه مالك، مات سنة ١٥٣ هـ، انظر: رجال مسلم للأصبهاني ١/ ١١١. (٢) في صحيحه ٢/ ٥٣٦، ح ١٤٠٥. (٣) في (ع): قال: يقوم. (٤) في (البخاري): الأذن. (٥) في صحيحه ٤/ ١٨٨٤، ح ٤٦٥٤. (٦) في جامعه ٤/ ٦١٥، ح ٢٤٢٢، و ٥/ ٤٣٤، ٣٣٣٥، وليس في الموضعين قول الترمذي: مرفوعًا وموقوفًا. (٧) في الزهد له ١/ ٢٠٠، ح ٣٢٨. (٨) في (ع، والزهد): ابن فضيل. (٩) في (ع، والزهد): وما يمنعهم. (١٠) (لفظ الجلالة): ليس في (ع). (١١) هو عبد الله بن يزيد المعافري، أبو عبد الرحمن الحُبُلي ثقة، من الثالثة، توفي سنة مائة، وفي الأصل: الحيلي، وفي (ع، ظ): الختلي، وكلاهما تصحيف تصويبه من (تقريب التهذيب ١/ ٣٢٩ رقم ٣٧١٢، وصحيح مسلم ومستدرك الحاكم).