والصور قرن من نور تجعل فيه الأرواح (٢) يقال: إن فيه من الثقب على عدد أرواح (٣) الخلائق على ما يأتي (٤).
و (٥) قال مجاهد: هو كالبوق ذكره البخاري (٦) فإذا نفخ فيه صاحب الصور النفخة الثانية ذهب كل روح إلى جسده، ﴿فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾ أَي: القبور ﴿يَنْسِلُونَ﴾ أي: يخرجون سراعًا، يقال: نسل ينسل ويُنسل بالضم أيضًا إذا أسرع في مشيته، فالمعنى يخرجون مسرعين، وفي الخبر: أن بين النفختين أربعين عامًا وسيأتي (٧)، وفي البخاري (٨) عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾: الصور (٩)، قال: والراجفة: النفخة الأولى، والرادفة: النفخة الثانية.
وروي عن مجاهد (١٠) أنه قال: للكافرين هجعة قبل يوم القيامة يجدون فيها طعم النوم، فإذا صيح بأهل القبور قاموا مذعورين عجلين ينظرون ما يراد بهم لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨]، وقد أخبر الله تعالى عن الكفار أنهم يقولون: ﴿يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ [يس: ٥٢](١١)، فتقول لهم الملائكة والمؤمنون على اختلاف المفسرين: ﴿هَذَا
(١) (﴿إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾): ليس في (ع، ظ). (٢) في (ظ): أرواح الخلائق. (٣) (يقال: إن فيه من الثقب على عدد أرواح): ليست في (ظ). (٤) ص (٤٨٦). (٥) (الواو): ليست في (ع). (٦) في صحيحه ٥/ ٢٣٨٨. (٧) ص (٤٩١). (٨) في صحيحه ٥/ ٢٣٨٨. (٩) (الصور): ساقطة من (ظ). (١٠) ذكر قوله الثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان ١/ ٣٠١، وأبو السعود في تفسيره ٧/ ١٧٢؛ والسيوطي في الدر المنثور ٧/ ٦٣. (١١) من هذا الموضع إلى قوله: المفسرين، ساقط من (ظ).